غيرد مولر - Gerd Muller
تاريخ الولادة :
تاريخ الوفاة :
مكان الولادة :ألمانيا (نوردلينغن)
حول غيرد مولر
غيرهارد «غيرد» مولر (بالألمانية: Gerhard „Gerd“ Müller) (مواليد 3 نوفمبر 1945 - 15 أغسطس 2021) هو لاعب كرة قدم ألماني سابق، كان هداف كأس العالم 1970 برصيد عشرة أهداف، لعب لأندية نوردلينغن 1861 وبايرن ميونخ.
كيفية بدأه في كرة القدم
ولد غيرد مولر ثالث أعظم هداف في تاريخ كأس العالم في ألمانيا في نوفمبر عام 1945 وبدأ حياته الرياضية في نادي نورلينغ قبل أن ينتقل إلى بايرن ميونخ وهو في سن الثامنة عشر وذلك عام 1964. انضم للمنتخب عام 1966 وأظهر مهارة بارعة في المراوغة والتخلص من المدافعين مكنته من تسجيل هذا الرقم الكبير من الأهداف.
ولما التحق غيرد مولر سنة 1964 بنادي بايرن ميونيخ، الذي كان ينافس في دوري الدرجة الثانية وقتئذ، كان مدرب الفريق زلاتكو «تشيك» كاجكوفسكي يسخر منه ويقول «ماذا عساي أن أفعل برباع في فريقي؟». وبالفعل، كان مولر يبدو كحامل أثقال من أوروبا الشرقية بالنظر لضخامة الجزء العلوي من جسده وقصر ساقيه، بالإضافة إلى فخذيه الممتلئتين.
لكن القدر ابتسم مبكراً للاعب الممتلئ، إذ بدأ مشواره الكروي في سن التاسعة في مسقط رأسه بمدينة نوردلينجن، التي لا تبعد عن ميونيخ سوى ساعة ونصف بالسيارة. وببلوغه سن 17 تدرج في جميع الفئات العمرية لنادي نوردلينجن، وخلال موسم 1962-1963 سجل لفريقه حصة هائلة من الأهداف بلغت 180، وذلك بفضل سلطة البطاطس التي كانت تعدها له ماما كاتارينا.
وأبقاه كاجكوفسكي طوال عشر مباريات على دكة الاحتياط، إلى أن أقحمه في التشكيلة الأساسية للفريق بإيعاز من الرئيس السابق لنادي بايرن ميونيخ فيلهيلم نويديكر، الذي كان يعمل مقاولاً في مجال البناء. ولم يكن مولر ينتظر أكثر من ذلك، حيث تمكن في بدايته الأولى في البطولة الإقليمية في أكتوبر/تشرين الأول 1964 من هز شباك نادي فرايبورغ مرتين. وكانت تلك أول لبنة في مشواره الكروي على مستوى الكرة العالمية، ومنذ ذلك الوقت أصبح مدربه كاجكوفسكي يناديه بلقب «مولر القصير البدين».
مسيرته الكروية
كانت حياة هذا اللاعب الألماني القصير القامة الذي لعب في مركز قلب الهجوم مقصورة على تسجيل الأهداف ففي 62 مباراة دولية اشترك فيها تمكن من تسجيل 68 هدفا وهو رقم قياسي قبل ان يحطمه كلوزه في 2014 من هذه المباريات عشرة في مباريات كأس العالم عام 1970. وهدف الفوز في المباراة النهائية ضد هولندا عام 1974.
سجل غيرد مولر 14 هدفاً في كأس العالم FIFA ظل يتربع بها طويلاً على عرش هدافي البطولة، حتى تفوق عليه رونالدو بتسجيله هدفه الشخصي رقم 15 في مرمى غانا في نهائيات ألمانيا 2006.
لم يكن مولر يمارس تمارين خاصة، وكان يقول عن مهارته: «لدي حاسة خاصة بالتهديف، ولذلك كنت أسبق المدافعين بكسر من الثانية»
مولر هو واحد من خمسة لاعبين فقط نجحوا في هز الشباك أكثر من 700 مرة في مباريات رسمية، حيث سجل 735 هدفاً.
أحرز مولر 68 هدفاً دولياً، جاء معظمها في فترة رائعة من حياته بين سنتي 1969 و1972، حيث سجل خلال هذه الفترة 47 هدفاً في 34 مباراة.
رغم أن مولر سجل 14 هدفاً في مجموع مشاركاته في بطولات كأس العالم FIFA، فقد وصف تسجيل جوست فونتين 13 هدفاً في بطولة واحدة بأنه رقم قياسي أعظم
ما زال اسم غيرهارد «غيرد» مولر إلى الآن علامة مسجلة في عالم صناعة الأهداف، حيث لم يستطع أحد حتى أن يقترب من أحد أرقامه القياسية.
وكان مهاجم نادي بايرن ميونيخ والمنتخب الألماني قد تمكن من تسجيل 365 هدفاً في 427 مباراة لعبها في الدوري الألماني الممتاز، وهو معدل من المستبعد أن يصل إليه أي لاعب.
وقد أكّد غيرد صعوبة تكسير رقمه في الدوري المحلي خلال تجربته القصيرة في العالم الموسيقى من خلال أغنية «وبعد ذلك...بوووم!» حيث أنشد قائلاً: «مباراة كرة القدم ليست يسيرة، وتسجيل الأهداف مهمة عسيرة.»
وبعد اعتزاله ترك المهاجم الفذ خلفه مسيرة مليئة بالإنجازات والأمجاد بالإضافة إلى عدد هائل من الأهداف كانت في غاية الجمال والروعة.
وصرح مولر باقتضاب وبلهجة تنم عن انتماء لمدينة نوردلينجن، مسقط رأسه، في حديث لموقع FIFA.com «أهم هدف سجلته كان بلا شك هو هدف الفوز 2-1 في نهائي ألمانيا 1974 بمدينة ميونيخ». وكان بطل الفترة الذهبية خلال بداية ومنتصف فترة السبعينات بلا منازع، حيث يعود له الفضل في تألق المنتخب الألماني وكذلك نادي بايرن ميونيخ آنذاك، إذ قال رفيق دربه القيصر بيكنباور «كل ما وصل إليه نادي بايرن ميونيخ يعود الفضل فيه إلى غيرد مولر.»
وشهدت سنة 1965 صعود بايرن ميونيخ إلى الدوري الألماني الممتاز بفضل جهود مولر وسيب ماير وفرانز بيكنباور، وهو الثلاثي الذي أوصل الفريق البافاري إلى العالمية. حيث تمكن خلال أول موسم له بين أندية الصفوة من احتلال المركز الثالث في ترتيب الدوري وتحقيق كأس ألمانيا، وهو اللقب الذي أحرزه أيضاً في سنوات 1967 و1969 و1971. أما أول لقب في الدوري فقد بلغه بايرن ميونيخ عام 1969، وتلته ألقاب أخرى في سنوات 1972 و1973 و1974.
أما على المستوى الدولي فقد نجح أبطال ألمانيا من الظفر بكأس أوروبا للأندية الفائزة بالكأس، وهي باكورة ألقابه العالمية علاوة على أن فريق الأحلام السابق احتكر لثلاث مرات على التوالي كأس أبطال أوروبا من 1974 حتى 1976، ثم توج هذه السلسة الرائعة من الألقاب بفوزه بكأس العالم للأندية بعدما تغلب على الفريق البرازيلي بيلو هوريزونتي (2-0 و0-0).
ولم يكن النادي البافاري يحلم بهذه النجاحات من دون غيرد مولر، الذي كان هداف فريقه ابتداء من موسم 1964-1965 حتى موسم 1977-1978. كما فاز بلقب هداف الدوري الألماني الممتاز سبع مرات (1967 و1969 و1970 و1972 و1973 و1974 و1978) بالإضافة إلى أنه حقق رقماً قياسياً، بتسجيله 40 هدفاً، ظل صامداً إلى يومنا هذا.
تكريم غيرد مولر وحياته بعد الاعتزال
وأقيمت مباراة تكريم أسطورة الكرة الألمانية في سبتمبر/أيلول 1983 أمام 50.000 متفرج، حيث لعب خلال الشوط الأول مع بايرن ميونيخ، ثم ارتدى قميص المنتخب الألماني خلال الشوط الثاني الذي لم يلعب منه إلا بضع دقائق فقط. وانتهت المباراة لصالح بايرن ميونيخ بنتيجة 4-2، وعلى غير المعتاد لم يسجل مولر أي هدف.
وبعد إسدال الستار على مشوار كروي حافل، مر مولر بأزمة حادة، حيث لم يستوعب انتقاله من قمة النجومية إلى حياة الظل. ولم يعرف ما عليه فعله، فبعد أن كان يقضي ساعات مع المعجبين ويلعب كرة القدم مع المشاهير، صار يبدد معظم وقته أمام شاشة التلفاز وفي الشجار مع زوجته. وزاد إدمانه على الكحول من حدة وضعه كما أقر بنفسه «لقد دمرت حياتي بنفسي». لكن مولر كان محظوظاً، إذ ساعده أصدقاؤه في بايرن ميونيخ، وخصوصاً مدير الأعمال أولي هونيس، على الوقوف مجدداً على قدميه. وبعد قضائه أربعة أسابيع ناجحة بمدينة جارميش بارتنكيرشن للعلاج من الإدمان، وقع الهداف السابق عقداً لنادي بايرن ميونيخ العريق عام 1992، وكانت مهمته هي البحث عن رعاة جدد وكذلك التنقيب على المواهب الجديدة بالإضافة إلى المشاركة في تدريب المهاجمين وحراس المرمى، وتحمل بعد ذلك مهمة تدريب فريق الشباب، ثم صار مدرباً مساعداً للفريق الأول. ونال سنة 1992 شهادة التدريب ودرب منذ موسم 1995-1996 فريق بايرن ميونيخ للهواة في الدوري الإقليمي الألماني. أما اليوم فقد استعاد مولر توازنه وأمسك بزمام الأمور في حياته، وهو يشعر بالسعادة لذلك «لا وجود لمكان أفضل من بايرن ميونيخ».
وبمناسبة الحفل الكبير الذي أقيم احتفالاً بالذكرى 40 لبداية الدوري الألماني، تم تكريم مولر وذلك للدور الكبير الذي لعبه في تاريخ الدوري الألماني. ووقف الحضور، الذي تجاوز الألف في مجمع كولونويم بمدينة كولن، فأمطر اللاعب السابق بوابل من التصفيق في لحظات احتفالية مؤثرة عبرت عن الاحترام والتقدير إزاء اللاعب الذي سطر تاريخاً كروياً استثنائياً.
وحظي مولر طيلة مشواره بالعديد من الجوائز التقديرية، حيث تم اختياره أفضل لاعب في ألمانيا سنة 1967 عندما كان عمره 27 سنة، وبعد ذلك بعامين توج باللقب نفسه مرة أخرى. وبعدما أحرز جائزة الحذاء الذهبي في الأرجنتين 1970، كان أول ألماني يفوز بلقب أفضل لاعب أوروبي في السنة. وتم اختياره أيضا ثلاث مرات على التوالي ضمن تشكيلة فريق FIFA المثالي في سنوات (1971 و1972 و1973)، واختير كذلك سنة 1973 ضمن تشكيلة فريق UEFA لسنة 1973. وبجانب الجوائز التقديرية الكروية منح جائزة ورقة الغار الفضية سنة 1967، ووسام الإستحقاق الألماني سنة 1977. أما في مايو/أيار 1998 فقد تسلم وسام الإستحقاق من FIFA، كما تم اختياره كذلك لتمثيل مدينة ميونيخ كسفير لبطولة كأس العالم ألمانيا 2006 FIFA.
وفاته
توفي أسطورة كرة القدم الألمانية ونادي بايرن ميونيخ غيرد مولر، يوم الأحد عن عمر 75 عاما.بعد صراعه مع مرض الزهايمر .